ليس هناك شك في أن أخبار عملة البيتكوين أصبحت مهيمنة على الأسواق، فقد تضاعفت أسعارها خلال فترة زمنية قصيرة في إشارة قوية أن العهد الباد والخسائر الكبيرة التي تكبدتها قد مضت، فقد استطاعت عملة البيتكوين القفز والتداول فوق مستوى 8000 دولار مسجلة أعلى مستوياتها في قرابة العام.
يُذكر أن النمو الصاروخي في سوق العملات الرقمية في النصف الأخير من عام 2017 عندما وصلت الأسعار إلى أكثر من 18400 دولار جاء بالتزامن مع أسواق رأس المال المزدهرة والمضاربة المتفشية والمناخ السياسى المضطرب في شمال آسيا حيث تزايد الخلاف بين الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” وزعيم كوريا الشمالية “كيم جونغ أون”.
في حين يسيطر التوتر الجيوسياسى مرة أخرى على السوق بفضل الحرب التجارية المتصاعدة والمتنامية بين الولايات المتحدة والصين، قد يكون ذلك مجرد عامل يساهم في حدوث الطفرة لعملة البيتكوين.
يقول خبراء مؤيدين للعملات الرقمية بأن العرض القوى قد يشير إلى أن عملة البيتكوين لديها مستقبل كفرصة استثمارية تستحق الثناء، لكن التاريخ المتقلب والجدل للعملة أثار الكثير من الشكوك.
قال المؤسس المشارك لشركة Interchange “دان هيلد” وهى شركة تقوم بتقديم المشورة والنصائح للشركات حول كيفية إدارة أصول التشفير، أن عملة البيتكوين تعتبر مخاطرة ولكن عودتها مرة أخرى للظهور بقوة تشير إلى أنها تحمل وزن كتجارة خالية من المخاطر، وأضاف أن عملة البيتكوين ارتفعت قيمتها بشكل كبير عندما انخفض مؤشر داو جونز بنحو 617 نقطة في إشارة إلى أن المستثمرين غيروا من نظرتهم للبيتكوين على أنه أصل ملاذ أمن.
وعلى الرغم من تحسن أداء مؤشرات الأسواق العالمية إلا أن عملة البيتكوين استمرت في الصعود، وربما يرجع هذا إلى جنون تداول البيتكوين الذى حفز اهتمام الكثير من المستثمرين.
وقد واجهت العملة أيضًا اتهامات بالتلاعب بالأسعار فقالوا أنهم وجدوا دليلًا على أن ذلك حدث خلال فترة الصعود القوية في نهاية عام 2017، وظل التلاعب بالأسعار من الأمور التي تلوح في الأفق تجاه قوة البيتكوين.
وقال أستاذ العلوم المالية “جون غريفين” قد يكون التلاعب وراء تحركات السوق الأخيرة، حيث من المفترض أن تكون عملة البيتكوين وغيرها من العملات الرقمية الأخيرة مدفوعة بقوى العرض والطلب، ومن الواضح أن مثل هذه الآليات يتم تجاهلها في هذا السوق.
قد يكون هناك عامل آخر وراء هذا الارتفاع وهو أن عملة البيتكوين وتكنولوجيا البلوكشين أصبحت باطراد أكثر انتشارًا، فقد أعلن بنك جى بى مورغان أكبر بنك في البلاد عن عملة رقمية جديدة، كما أعلن مؤخرًا عن خطط لإقامة شراكة مع شركة ميكروسوفت والتوسع على منصات البلوكشين.
من الناحية الفنية، عندما تجاوز سعر البيتكوين 7000 دولار في 11 آيار/ مايو، أجمع المحللون بأن أصل التشفير المهمين قد دخل إلى منطقة السوق الصاعد، ومنذ ذلك الحين وفى غضون ثلاثة أسابيع قفزت عملة البيتكوين فوق مستوى 8500 دولار لترتفع بنسبة 27%.
يمكن أن يعزى الانتعاش المذهل لعملة البيتكوين بشكل أساسى إلى ثلاثة عوامل:
1 .ارتفاع البيتكوين من 3000 دولار إلى 7000 دولار وضع العملة في منطقة السوق الصاعدة، مما زاد من الزخم.
2 .زيادة حجم الأنظمة الأساسية الخاضعة للتنظيم مثل CME مما يشير إلى زيادة كبيرة في الاهتمام المؤسسى.
3 .ارتفاع أحجام التداولات في البورصات، في إشارة إلى تزايد اهتمام المستثمرين الأفراد بالبيتكوين.
طوال شهر آيار/ مايو أعرب الكثيرين عن تفاؤلهم الكبير تجاه الأداء المتوسط وطويل الآجل لعملة البيتكوين وأن التراجع محتمل وأن التصحيح سيكون مفيدًا للسوق.
وحتى الآن لم يظهر على سوق العملات الرقمية أي علامات على حدوث تصحيح وشيك استنادًا إلى الزخم الأخير للسوق، فمن الممكن تمامًا أن يستمر السوق في الصعود دون تراجع كما توقع الكثيرون.